سعادة غامرة انتابتنى يوم السبت الماضى، حين شاهدت مباراة وست هام يونايتد وهال سيتى فى الدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم.. مصدر السعادة لم يكن المستوى الفنى للفريقين.. فهناك مباريات أخرى أقوى بكثير.. ولكن لأنى شهدت عودة الكرة المصرية إلى «رحاب» أقوى دوريات العالم بتواجد الثنائى عمرو زكى وأحمد حسام.
ورغم تكرار هذا المشهد أكثر من مرة فى السنوات الأخيرة.. إلا أن مذاق مباراة السبت الماضى كان مختلفًا.. لأننى كدت أفقد الأمل فى أن أرى لاعبين محترفين فى الدورى الإنجليزى بعد العودة الجماعية لنجومنا المحترفين.
بنهاية الموسم الماضى كان لدينا ثلاثة لاعبين فى البريميرليج.. «عمرو زكى وأحمد حسام ومحمد شوقى».. ومع انطلاقة الموسم الحالى كان رصيدنا فى الدورى الإنجليزى «صفر».. بعد أن قرر ميدو العودة للزمالك، وعجز زكى عن الحصول على عرض جيد، فى حين قرر شوقى خوض «التجربة التركية» ليهرب من مقاعد البدلاء فى إنجلترا.
وبعد حالة «الجفاف» عادت قطرات الحياة لتجدد لنا الأمل.. انطلق زكى إلى هال وميدو إلى وستهام.. كل منهما على سبيل الإعارة.. التى ستكون، بإذن الله، فاتحة خير عليهما وعلى الكرة المصرية.
الآن.. تعود الأسئلة للتزاحم فى ذهنى، حول مستقبل الاحتراف المصرى وقدرة لاعبينا على التألق فى ملاعب أوروبا.. وأشعر بسعادة وحزن فى آن واحد، حين أقرأ أخبارًا عن اهتمام نادى برشلونة بضم الثنائى العربى الجزائرى.. نذير بلحاج ومجيد بوقرة.. السعادة لأننا أمام حدث «مهم» وهو تواجد ثنائى عربى فى سيد أندية العالم خلال العام الماضى «2009» ولأن «مقاتلى الصحراء» كللوا جهودهم ومشوارهم المتميز مع الاحتراف بالوقوف على أبواب الفريق الكتالونى.. أمّا الحزن فعلى حال لاعبينا المحليين الذين تفوقوا فى كأس أفريقيا على أشقائهم فى الجزائر.. حزن لأن اللاعب المصرى جدير بالتواجد فى أقوى أندية العالم.
الأسئلة كلها تدور فى فلك واحد.. متى نطلق سراح لاعبينا للاحتراف فى أوروبا؟ متى نفك أسر الموهبة المصرية التى قيدتها «المحلية» سنين طوالا؟ متى تتغير عقلية الأندية فتسمح للاعبين بالخروج مبكرًا إلى العالمية؟ ومتى يفقه اللاعب المصرى ثقافة الاحتراف ويكون قادرًا على خوض تجربة «كاملة» فى أوروبا؟.
وهناك مثالان.. التعامل معهما يؤكد لنا أن هناك أزمات كثيرة تواجهنا فى هذا الشأن.. الأول هو أحمد المحمدى الظهير الأيمن لإنبى الذى رفض ناديه عروضًا من أندية إنجليزية، وحين وصلهم عرض «جيد» بمقابل 2 مليون إسترلينى لضم اللاعب فى «الرمق» الأخير من فترة الانتقالات الشتوية.. والثانى هو الأهلى الذى هاجم عماد متعب وبقوة بعد أن تمسك اللاعب بعدم التجديد لناديه من أجل خوض تجربة الاحتراف واتُهم بـ«عدم الولاء لناديه».
فاصل أخير
نجومنا يمتلكون من المهارة والكفاءة ما يؤهلهم للعب فى أقوى دوريات العالم.. ننتظر متعب والمحمدى وشيكابالا وعفروتو وغيرهم.. ننتظرهم نجومًا فى أقوى أندية العالم.